
معارك في شوارع طرابلس (فيليبو مونتيفورتي - أ ف ب)
تتواصل المعارك بعنف اليوم حول مقرّ إقامة الرئيس الليبي معمر القذافي في طرابلس وجنوب العاصمة، حيث أصوات الرصاص وطلقات الأسلحة الثقيلة تسمع منذ السادسة صباحاً بعد هدوء ساد الليل. وجرى إطلاق نار من رشاشات قرب فندق ريكسوس حيث يقيم مراسلو وسائل الاعلام الدولية، وينتشر مسلحون موالون للقذافي حوله.
وتحدّث شهود عيان عن أن «مواجهات وقعت بين الثوار والموالين للقذافي في عدة أحياء وسط المدينة، ولا سيما من جهة المرفأ، وأن قناصة موالين للنظام ينتشرون على أسطح المباني». وعن مقرّ إقامة القذافي، أكّد دبلوماسي التقاه منذ أسبوع أن «القذافي ما زال في منزله في باب العزيزية في طرابلس». وأوضح محمد، أحد أبناء القذافي، في مقابلة هاتفية مع قناة «الجزيرة»، أنه «في منزله ولن يغادره»، وقد سمع دوي إطلاق نار كثيف وقريب جداً أثناء المقابلة. أما في ما يتعلّق بابن القذافي، سيف الإسلام الذي ترددت أخبار اعتقاله من قبل الثوار، فقد أعلن المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية فادي العبد الله «أن المحكمة تبحث مع الثوار الليبيين نقل سيف الإسلام الملاحق بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية». ولم يعرف بعد المكان الذي يوجد فيه القذافي مع باقي أفراد عائلته، ولا ظروفهم.
الثوار في شوارع طرابلس اليوم (بوب سترونغ - رويترز)
كما أعرب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي اليوم عن "تضامنه الكامل مع الجهود الجارية بقيادة المجلس الوطني الإنتقالي للحفاظ على مقدرات الشعب الليبي وسلمه الأهلي". وقال العربي في بيان إنه يأمل أن "يتحقق النجاج للمجلس في جهوده لقيادة المرحلة الجديدة والحفاظ على سلامة ليبيا الاقليمية وسيادتها واستقلالها".
دولياً، رأى الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون، اليوم، أن «نهاية نظام القذافي تقترب». ونقل مايكل مان عن آشتون قولها إن «ليبيا في بداية عملية انتقالية»، واعداً «بمساعدة ملموسة وعملية من أوروبا في الأسابيع والأشهر والسنوات المقبلة». وبعدما دعا مان «الزعيم الليبي الى مغادرة السلطة فوراً ليتجنب مزيداً من سفك الدماء»، توجّه الى الثوار وحثّهم على «ضبط النفس على الارض، فيما يخوضون معركة طرابلس الحاسمة، واحترام تطلعات الشعب الليبي إلى حصول تغيير ديموقراطي فعلاً».
من جهته، دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما القذافي إلى «الاعتراف بأن حكمه وصل إلى النهاية»، مطالباً المجلس الوطني الانتقالي بإظهار قيادته وتفادي قتل المدنيين.
ووضع أوباما «مستقبل ليبيا الآن في يد الشعب الليبي»، واصدر الرئيس الأميركي بياناً بعد دخول الثوار إلى العاصمة الليبية طرابلس مشيراً فيه الى أن «طرابلس تخرج من قبضة طاغية، ونظام القذافي يظهر علامات انهيار، ويظهر الشعب الليبي أن السعي العالمي وراء الكرامة والحرية أقوى بكثير من قبضة الديكتاتور الحديدية». وأعلنت وزارة الخارجية الصينية أن الصين «تحترم خيار الشعب الليبي، وتأمل عودة سريعة للاستقرار الى ليبيا».
في المقابل، دعت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا مايتي نوانا ماشاباني «المتمردين الى فتح حوار سياسي بين الليبيين». ونفت ماشاباني ان تكون بلادها قد أرسلت طائرات الى ليبيا لإخراج القذافي وأسرته الى موقع مجهول، مؤكّدة أن لا «أحد طلب اللجوء الى جنوب أفريقيا».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق